مواجهة لا يمكن نسيانها
في ليلة ساحرة على ملعب الاتحاد في 17 إبريل 2019، نجح توتنهام في الصعود إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا تحت قيادة مدربه ماوريسيو بوتشيتينو رغم الخسارة 4/3 أمام مانشستر سيتي.
المواجهة لابد أن نتذكرها الآن، عندما يتجدد اللقاء بين المدرب الأرجنتيني ونظيره الإسباني بيب جوارديولا، حيث يكون باريس سان جيرمان هو الطرف الآخر بدلًا من توتنهام.
المباراة تمثل كل شيء للفريقين هذا الموسم، حيث تعني الاقتراب خطوة أخرى نحو الحلم الأوروبي الذي طال انتظاره لملاك الناديين على مدار السنوات الماضية.
وقبل تجدد اللقاء بين بوتشيتينو وجوارديولا في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، نستعرض آخر مواجهة بينهما في نفس المسابقة..
ذكريات الماضي
توتنهام وقتها كان يتمتع بالأفضلية قبل خوض هذا اللقاء، حيث فاز على أرضه وفي ملعبه الجديد بهدف دون رد سجله الكوري الجنوبي سون هيونج مين.
التفوق الذي دخل به توتنهام لقاء الإياب، لم يكن مقلقًا لبيب جوارديولا ورفاقه، حيث كان يسيطر الفريق بشكل كبير على الكرة الإنجليزية بهذه الفترة.
المهمة كانت صعبة ولكنها ليست مستحيلة، لأن سيتي يمتلك قدرة كبيرة على تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف للصعود.
وعلى الجانب الآخر كانت هناك بعض المخاوف من تكرار سيناريو الموسم السابق، بالخروج من نفس الدور على نفس الملعب أمام ليفربول.
بداية ولا أفضل
التأهل ظهر وكأنه يقترب من مانشستر سيتي، بعد 4 دقائق فقط على بداية مباراة الإياب، بسبب الهدف الذي أحرزه رحيم ستيرلينج بكرة لولبية من حافة منطقة الجزاء.
سون عاد ليرعب ستي من جديد بثنائية صادمة لأصحاب الأرض والجمهور، لتذهب الكفة نحو صعود الضيوف إلى نصف النهائي، بسبب أخطاء إيمريك لابورت الساذجة.
الإثارة استمرت بعدها بلحظات، بعدما نجح برناردو سيلفا في تسجيل هدف التعادل بالدقيقة الحادية عشر بتسديدة غيرت اتجاهها نحو مرمى هوجو لوريس.
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل تمكن رحيم ستيرلينج من تسجيل الهدف الثالث لسيتي من عرضية كيفين دي بروينه بالدقيقة 21 ليتبقى هدف وحيد لتأهل فريقه بعدما أصبح مجموع المباراتين 3/3.
المفارقة في هذا الشوط أنه شهد 5 تسديدات للفريقين على المرمى، جميعها هزت الشباك، في ظاهرة تعكس الحالة الدفاعية السيئة لكل منهما.
هدوء ما قبل العاصفة
توتنهام كان في اختبار صعب أمام فريق عملاق بحجم سيتي، خاصة بعد إصابة هاري كين في مواجهة الذهاب وغيابه عن هذه الموقعة.
المحاولات استمرت في الشوط الثاني من طرف سيتي، الذي لعب بكل حيوية من أجل القضاء على أحلام توتنهام.
سيرخيو أجويرو رسم الفرحة على وجوه جماهير سيتي الحاضرة في ملعب الاتحاد، بعدما أصبح فريقه على أعتاب التأهل إلى نصف النهائي بعد تسجيله الهدف الرابع بالدقيقة 59.
فيرناندو يورينتي البديل الذي دخل على حساب موسى سيسوكو، قتل هذه الفرحة تمامًا بتسجيل الهدف الثالث لتوتنهام بالدقيقة 73 وسط شكوك حول وجود لمسة يد رغم احتكام حكم اللقاء إلى تقنية الفيديو.
ضياع الحلم
سيتي فعل كل شيء في الشوط الثاني وكان أقرب ما يمكن من التأهل، ورفض الاستسلام بعد هدف يورينتي القاتل.
حالة الحزن التي عاشها جمهور ملعب الاتحاد تحولت إلى فرحة صاخبة وأهازيج غير مسبوقة بعد الهدف الذي سجله ستيرلينج في اللحظات الأخيرة.
الجميع يحتفل وعلى رأسهم جوارديولا الذي عاش واحدة من أصعب الليالي في حياته، قبل أن تأتي الصدمة ويقوم الحكم بإلغاء الهدف بسبب وجود أجويرو في موقف تسلل ومساهمته في تسجيل الهدف.
جوارديولا جلس على الأرض ومسك رأسه، في لقطة شهيرة لن ينساها أي مشجع لمانشستر سيتي، ليضيع الحلم ومجهود أصحاب الأرض ورجل المباراة باقتدار كيفين دي بروينه، ويتأهل توتنهام الذي شق طريقه نحو المباراة النهائية بعد عبور أياكس، ليلعب أمام ليفربول ويخسر اللقب.
Comments
Post a Comment