تحليل | مباراة مفتوحة؟ هكذا يفرح ميسي والرفاق وتستمتع الجماهير

 نقاط فنية في فوز برشلونة على فياريال..

رونالد كومان ليس بيب جوارديولا، ولكن شيئًا من هذا وذاك يتمنى أن تكون المباراة مفتوح، خاصة إن امتلك ليونيل ميسي وأمامه جريزمان وخلفه فرينكي دي يونج وعثمان ديمبيلي على دكة البدلاء.

مباراة فياريال وبتواجد أوناي إيمري كانت تعد بأنها مختلفة عن أغلب المواجهات التي يعاني فيها برشلونة من أجل كسر التكتلات في الخلف، الأمر الذي لم يعد حكرًا على الفريق الكتالوني وبات يعاني منه ريال مدريد كذلك في السنوات الأخيرة.

اليوم، وبسيناريو مثير، حقق برشلونة فوزًا هامًا على حساب مضيفه فياريال بهدفين مقابل هدف واحد، ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري الإسباني، ليستفيد من تعثر ريال مدريد بالأمس.

المباراة كانت صعبة، وكان فياريال قريبًا من التعادل في لحظات كثيرة، وأخذ المبادرة في بداية المباراة، وهذا لا يعني أن المباراة كانت سهلة على الإطلاق، ولا هذا هو المقصود بالحديث عن المباراة المفتوحة التي يفضلها برشلونة.

الشوط الأول كان مفتوحًا، حيث اعتمد أصحاب الأرض بقيادة مدربهم أوناي إيمري والفريق الضيف بقيادة المدرب الهولندي رونالد كومان على كرة قدم هجومية جريئة إلى حد كبير. 

ولكن المقصود هو الحديث عن إيجاد المساحات خلف الدفاعات، وعدم البحث عن حلول خارج السياق كون المباراة تضمن أن تنتج العمليات الهجومية فرصًا خطيرة واقتحامًا للمساحات في الثلث الأخير. هذا يفضله كومان لأنه مناسب لأسلوب لعبه كأسلوب مضاد، وكذلك برشلونة الذي امتلأت جيناته بذلك، وعناصر مثل بوسكيتس ودي يونج في وسط الملعب مثلًا يرتاحون فيه بشكل أكبر من أي أسلوب آخر. 

وبطبيعة الحال، فإن ليونيل ميسي والذي بات أكثر حركية من ذي قبل وأكثر انتشارًا في جميع أرجاء الملعب يجد نفسه أكثر كمرر وصانع ألعاب وكمساهم في عملية البناء من الخلف أحيانًا حين تلمح أعينه تلك المساحات. 

هذه الأشياء استفاد منها جريزمان بنجاح، في الحركة خلف الدفاعات واستغلال الأخطاء وضرب مصيدة التسلل، أشياء يجيدها النجم الفرنسي بالفطرة وأصبح أكثر إجادة لها مع دييجو سيميوني في سنوات التشكّل والانفجار في أتلتيكو.

تقدم فياريال لم يصمد طويلًا، حيث كان الفارق بينه وبين هدف التعادل للنادي الكتالوني أقل من 120 ثانية، وبتوقيع النجم الفرنسي أنطوان جريزمان بطريقة مميزة استدعت رقصة خاصة واحتفال مميز من كومان. 

ذلك ما تحدثنا عنه، وأنه على الرغم من كونك معرض للتهديد الهجومي طوال المباراة من قبل الخصم، إلا أنك قادر بصورة أكبر على الوصول إلى المرمى خلال دقائق المباراة وبكافة الطرق التي تفضلها. 

في شوط المباراة الثاني بدأت الدقائق الأولى بنفس الحمية وسط بحث عناصر فياريال عن تسجيل هدف التعادل وبحث عناصر برشلونة عن تعزيز التقدم بهدف ينهي المباراة تمامًا، استمرت المباراة على ما هي عليه بالأحرى.

ولكن كل شيء تغيّر لسبب خارج عن يد كومان وكذلك أوناي إيمري، الدقيقة السابعة والستين شهدت تدخلًا عنيفًا من مانو تريجيروس على قدم ليونيل ميسي كاد يتسبب في إصابة بالغة للنجم الأرجنتيني الذي ظل متألمًا لنحو دقيقتين على أرض الملعب. 

التدخل استدعى إشهار البطاقة الحمراء في وجه لاعب فياريال، وسط اعتراضات من لاعبي الغواصات الصفراء الذين اضطروا إلى إكمال المباراة بـ 10 لاعبين لنحو 25 دقيقة، وبالطبع لن تستطيع مع النقص العددي مجاراة برشلونة في مباراة مفتوحة. 

هنا حاول فياريال أن يكون أكثر ذكاء وأن يصل إلى المرمى بأقل عدد ممكن من التمريرات، وهذا ما حدث بالفعل، وحافظ على خطورة الفريق على الرغم من النقص العددي وأفضلية برشلونة في الملعب كذلك كأداء وليس كأفراد فقط.

في النهاية، كان ذلك ضامنًا لوجبة كروية دسمة للمشجعين، متعة مجانية لمن لا يشجع برشلونة وريال مدريد وقرر أن يحضر المباراة بحثًا عمّا يشبعه كرويًا، أظن أن هؤلاء جميعًا وجدوا ضالتهم اليوم.