رحيل كونتي وبيع حكيمي ولوكاكو .. أزمة إنتر بين الوهم والحقيقة

 الكثير من الكلام قيل في الأيام الماضية عن بطل إيطاليا

في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت إيطاليا الصيفي مساء اليوم الخميس سيكون هناك اجتماعاً حاسماً قد يحدد مصير إنتر للموسم المقبل وحتى أعوام قادمة.

مرة أخرى سيجتمع أنطونيو كونتي مع كبار إدارة إنتر كما حدث الصيف الماضي من أجل معرفة وضع النادي الحقيقي وخططه للفترة المقبلة في ظل المعاناة الاقتصادية.

فاز النيراتزوري أخيراً بلقب الدوري الغائب منذ 2010، وجاء الأمر بهيمنة كبيرة محلية وسطوة لم يعرفها الفريق منذ سنوات، ولكن رغم كل ذلك شغل العناوين لأسباب أخرى في إيطاليا.

لم يتوقف الحديث عن أزمة الفريق الاقتصادية وأنه يمر بظروف قد تجعله حتى مضطراً لبيع أبرز نجومه مثل روميلو لوكاكو وأشرف حكيمي، مما قد يجعل كونتي ينشد الرحيل.

الحديث عن وضع إنتر الاقتصادي شهد العديد من التقارير والأقاويل، ولكن ما هو الوضع الحقيقي للنيراتزوري، وما هي حقاً خطط ستيفن زهانج؟

أزمة إنتر فقط أم أزمة عالمية؟ 

منذ ضرب فيروس كورونا العالم وكرة القدم تعاني، الجميع يبحث عن موارد لتعويض خسائره المستمرة منذ منتصف الموسم الماضي، سواء كبير الأندية أو صغيرها.

نعم إنتر تعثر في دفع رواتب لاعبيه، أو تسديد الدفعة الأولى من صفقة حكيمي لريال مدريد، ولكن الأمر سيان على الجميع، فرابطة الدوري الإيطالي تقدمت بطلب للاتحاد الخاص باللاعبين للتفاوض بخصوص دفع الرواتب، ومعظم كبار القارة فعلوا ذلك من أجل التوصل لصيغة تفاهم بخصوص الرواتب الضخمة.

إنتر دفع بالفعل مستحاقه المتأخرة حتى مارس، وحالياً يتفاوض مع لاعبيه بخصوص الشهرين المتبقيين، مثله مثل يوفنتوس، برشلونة، والبقية، وبيبي ماروتا أكد أن الأموال ستدفع وأن مكافأة الفوز باللقب ستصل ولن يتم الاستغناء عنها كما أُشيع.

الأموال في الطريق

منذ مارس الماضي وإدارة إنتر في صورة مجموعة "سونينج" تبحث عن شريك يدخل بحصة صغيرة في الإدارة ويوفر السيولة المادية لتغطية النفقات، وليس كما أُشيع بأن عائلة زهانج تريد بيع النادي ككل.

القيود التي فرضتها الحكومة الصينية على الاستثمار الخارجي، وخصوصاً على القطاع الرياضي، قيدت أيدي زهانج، وجعلته يبحث عن موارد إضافية، ودخل في مفاوضات مع عدة مهتمين، ومن هنا الشائعات عن استثمار سعودي وآخر إماراتي أو أمريكي.

زهانج بحسب آخر التقارير توصل لاتفاق بالفعل مع "أوك تري" الأمريكية لتدخل بصورة شريك بحصة صغيرة في إدارة إنتر، ومقابل ذلك ستضخ مبلغ ما بين 250 و300 مليون يورو مباشرة قبل حلول نهاية الشهر الجاري، والذي عبره سيتم تغطية مصاريف أبريل ومايو من رواتب ومكافآت.

كونتي، لا تقلق!

في الموسم الماضي أراد كونتي ضمانات بأن ستلبي الإدارة طلباته كاملة في سوق الانتقالات، وهو ما حدث، والآن يريد المدير الفني نفس الأمر، وهو ما يبدو قريباً للحدوث.

المؤشرات تتحدث عن تفهم من قبل كونتي للأوضاع، وأنها ليست فقط على فريقه ولكن على الكل، والتقارير تقول إن زهانج طمأنه بخصوص بقاء القطع الأساسية من الفريق وعدم التفريط في أي منها، ومن هنا تجنبه عقد مؤتمرات ما قبل المباريات لتجنب الإعلام وأسألته بهذا الشأن.

ولكن ماذا عن التعاقدات؟ مثل الجميع، لن يكون هناك تحركات كبرى في الميركاتو، إنتر مثل غيره لن يصرف الكثير من الأموال وسيتحرك في أضيق الحدود لأن في ظل عجز الموازنة سيكون صعباً دفع مبالغ ضخمة في صفقات، وسيكون التركيز على محاولة بيع اللاعبين الخارجين من الحسابات مثل جواو ماريو، فالنتينو لازارو، أو أصحاب الرواتب المرتفعة كبار السن مثل أرتورو فيدال وإيفان بيريشيتش.

الإعلام مشكلة إنتر الحقيقية

عندما قال كونتي في وقت سابق من الموسم بأحد المؤتمرات أن الإعلام يتعامل مع إنتر بشكل مبالغ به ويضخم مشاكله، وأنه لم يجد ذلك أثناء فترته في يوفنتوس، كان محقاً.

المتابع للكرة الإيطالية يعلم أن إنتر ليس "محمياً" من الإعلام مثل يوفنتوس، أو حتى ميلان في عصر سيلفيو بيرلسكوني، أي صغيرة يتم تكبيرها والمشكلة التي تحدث للجميع يتم التركيز عليها فقط في إنتر.

صحيفة "كورييري" ومدير تحريرها إيفان زازاروني أصبح عدواً لجمهور النيراتزوري بعد تكرر هفواته بحق فريقها، أولاً قال إن ريال مدريد يبحث استعادة حكيمي ليخرج النادي الملكي شخصياً ويكذبه، ثم قال إن بحلول مارس لن يدفع إنتر رواتب لاعبه ووضع عداً تنازلياً في جريدته، ثم عندما دفع إنتر الاموال رفض الاعتذار، والآن هو يقول إن النادي على شفا الإفلاس.

إدارة إنتر يُعاب عليها في بعض الأحيان عدم ردها على الإعلام وتقاريره التي تكون أحياناً ضارة بأجواء الفريق، ولكن لربما الرد يكون داخلياً بطمأنة المعنيين من لاعبين وجهاز فني بأن كل ما يقال وينشر لا أساس له من صحة.

إنتر، لنحتفل!

الأحد المقبل سمحت السلطات الإيطالية بتواجد ألف مشجع في مدرجات "سان سيرو" سيكونون محظوظين بحضور التتويج الرسمي لفريقهم بلقب الدوري عقب لقاء أودينيزي.

بحلول ذلك الميعاد ستكون على الأغلب أموال "أوك تري" قد وصلت خزائن النادي وتم الاجتماع بين كونتي والإدارة وتم توضيح كل الأمور، وسيكون على جمهور الفريق التوقف عن القلق ولو لبضعة ساعات والاحتفال بلحظة طال انتظارها!